Monday, December 26, 2005

يوم عراقي

بدأ يومي من الساعة السادسة والربع صباحا..سمعت صوت المنبه على اغنية فيروز...سألتك حبيبي لوين رايحين...خلينا خلينا وتسبقنا سنين...جان الجو بارد جدا جدا والكهرباء اكيد مطفية.بالعراق احنة تعودنا على عدم وجود الكهرباء ونكدر نتكيف بحياتنا بدون الكهرباء..كعدت ومجان عندي رغبة انو اترك الدفا...لان الجو بارد واني نعسانة..والنومة بعدها بعيني.لكن لا مفر لان اليوم كان عندي امتحان بمادة القواعد(قواعد اللغة الفرنسية)تركت الفراش ونزلت ورحت للمطبخ وحضرت الريوك(يعني الفطور او الفطار او الترويقة.)وكان عبارة عن قطعة كيك وكوب حليب,بعدها صعدت لغرفتي حتى اتحضر واروح للكلية.لبست ملابس سبورت,بنطرون جينز وبلوز لونه وردي وبيه تدرجات ماروني....صارت الساعة سبعة ونص.وبعدها بعشر دقايق اجة السايق ورحنا على سرى وعلا الي وياية بالخط وانطلقنا للكلية,البرودة ما تنوصف,كنا متصورين انو الشتاء بهذي السنة راح يتأخر اكثر او ميجينا دفعة واحدة وفجأة..
وتعتبر سنة 2005 من اشد السنين حرارة.بالنسبة للعراق والعالم العربي والكرة الارضية,بنص الطريق اتصلت نوني وكالت راح تتاخر عن الكلية لان الطرق مسدودة ومزدحمة,اني وصلت للكلية الساعة الثامنة وعشر دقائق بالضبط.انتظرنا الاستاذ الى ان اجانا وامتحنا.والحمدلله الاسئلة كانت بسيطة واتمنى ان تكون اجاباتي صحيحة.
طلعنا من بعد الامتحان ورحنا اني وايفا للنادي.ردنا نشرب نسكافيه,لكن البرد خلاني متصلبة بمكاني وما اكدر اتحرك.وايفا تكول اني لزكت بالكرسي بعد ما اكدر اكوم,لكن بعد عناء طويل شربنا النسكافيه والحمدلله حسينا بحرارة ساعدتنا على نسيان البرد ولو قليلا
قررنا اليوم ما ندخل لمحاظرة الشعر وهاي اول مرة نتغيب عنها,جنا ضايجين.الوضع مزعج وممل جدا,لكن نوني بقت بالمحاظرة..بعد فترة من وجودنا بنادي الكلية,اجانا علي وسلم وكعد ويانة وعزمنا على(لبلبي)وخاصة الجو بارد فراح يكون شي بوكته جدا
رحنا على ابو اللبلبي واشترينا اربع كاسات واكلنا..

كان اليوم بالجامعة حفل(ديني او سياسي يخص الانتخابات)وبسببه انلغت كل المحاظرات....انتهى اليوم ...البارد جدا...لكن قبل رجوعي للبيت...اتصل بابا..وكال اكو سيارة مفخخة بالوزيرية...وماما رجعت بالبيت وانتي حاولي ترجعين على الخط السريع لان الطرق مسدودة....سيارة مفخخة بالوزيرية...انفجرت وموقعها قريب جدا على شغل ماما...الانفجار سبب اضرار جسيمة...استشهاد عدد ليس بالقليل من العمال الي كانوا يشتغلون (بفرن الصمون)وسيارة خصوصية احترقت وبيها عائلة...ماما شافت رجل ميت بالشارع...تحطم زجاج المحل الخاص بنا....واثارة الرعب والخوف والشعور بالضياع وكأنه يوم القيامة....ماما وصفته بهاي الجملة

بطريق رجوعي للبيت...سيارة مثنى(السايق الثاني)توقف فجأة وما كدر يشغلها...فأضطرينا اني وسرى ان نرج للبيت مشياعلى الاقدام وبعز الظهرية والبرد....والشارع فارغ...كمت امشي عالسريع جنت اخااف لا تمر من يمي سيارة وبيها شباب ويخطفوني...هاي الفكرة الي جانت تدور ببالي....وكنت اصور في خيالي شلون اقاومهم...راح اكدر اتخلص منهم او لا؟اكو احد راح يسمعني اذا صيحت وطلبت المساعدة؟....ولمن وصلت البيت...كان قلبي الا شوية ويوكف.....لان صدك افكار مرعبة.......

حسيت انو كل يوم بحياتنا اسوأمن اليوم الي قبله....
صار الشعور بالتفائل من اجل غد مشرق شيء تافه
حسيت انو كل شي حلو بحياتننا بدأيختفي....شبابنا راح نقضيه بالمواضيع السياسية...قالت الحرية وهكذا الحرية...قال السنة واعلن الشيعة..انفجرت عبوة وسيارة مفخخة...ومقتل عدد من المواطنين الابرياء...وخطفت فتاة...و..اذهبوا لتمارسوا حقكم الديمقراطي...وانتخبوا القائمة الفلانية.....كل هذا اصبح جزء لا يتجزأ من حياة الشاب او اي مواطن عراقي

وكل هذا ونبقى عايشين!!!!

Saturday, December 10, 2005

امنية

الموقع....بغداد\العراق
الوقت...لا يهم...ايامنا تمضي بنا والعمر يمضي
الوقت لا يهم....اذا كان ثواني..دقائق
ساعات...ايام
اسابيع...اشهر...وسنين
الوقت يمضي والحال كما هو...لا يتيغر اي شي
ملل..خوف من الوضع العام...خوف من المستقبل
الحالة....تذكر الماضي بأدق تفاصيله...والحصيلة....لا شيء...
الحصيلة...العيش بالذكريات....الذكريات الحلوة والمرة
الذكريات التي لا تفارق خيالي لحظة وحدة..

الكاتب...انسان...انسان حساس...غير قادر على ترك المشاعر والاحاسيس جانبا
غير قادر على تجاهل اي شيء ولو صغير يذكره بماضيه

ولكن برغم ذلك...تبقى هناك امنية واحدة فقط...يتمنى ان تتحقق
لكنها امنية...وهذا يعني انها لن تتحقق
لكن مع ذلك...يبقى يتمنى
يتمنى لو يعيد الزمن نفسه مرة واحد فقط...ساعة واحدة فقط...
لتغيير حدث ما...اصبح جزءا لا يتجزأ منه....
لكن هيهات...
رغم ذلك تبقى هناك نقطة امل صغيرة...ينتظرها الانسان بفارغ الصبر
بأن يمحي المستقبل ما حدث في الماضي
فهل سيمحي الحاضر ما حدث في الماضي؟؟؟