استيقضت صباح اليوم على رنة هاتفي، تنبأني بوصول رسالة جديدة، مررت يدي تحت وسادتي لآخرج هاتفي المحمول، كالعادة، دائما ما احتفظ به هناك، ليحل ازمة عتمة الليل اثناء انقطاع التيار الكهربائي، واستخدم (الفلاش) لآرى طريقي جيدا. وانا افكر من الذي يرسل لي رسالة في هذا الصباح الباكر، مافيس؟ ام واحدة من صديقاتي، اتمنى ان يكون خيرا، فتحت عيني جيدا وبدأت أقرأ ما جاء فيها "صباح الخير، سوري عالازعاج من الصبح، بس لقطة ما تتفوت..(عم بتشتي الدني) دينزل ثلج" ...الجو كان بارد جدا، واعتقد ان درجة الحرارة تحت الصفر بكثير، والتيار الكهربائي مقطوع منذ ثلاث ايام لحصول تخريب في احدى منشآت الكهرباء. فتصوروا الحال !!
اغراني الدفء في فراشي، لم استطيع النهوض بسرعة، لكن قلت لنفسي " الموضوع يستحق المشاهدة، رغم اني لم اصدق ما جاء في الرسالة، لان نسبة نزول الثلج في بغداد صفر بالمئة، هذا شيء مستحيل، اما صديقتي تحلم، او انها تحلم، او لم تركز جيدا باللذي نزل من السماء فأختلطت عليها الامور، واصبحت ترى البرد (الحالوب) ثلجا.." .." ما الذي سأخسره لو القيت نظرة من نافذة غرفتي؟؟ سأقوم واشاهد ما شاهدته صديقتي..ونهضت من فراشي، سحبت الستارة جانبا وجاء ما هو غير متوقع ابدا..
الجو بارد جدا، وقدماي تلامس ارضية الغرفة واطراف اصابعي متجمدة، وانا ارتعش من البرد، وما تشاهده عيني شيء في قمة الروعة، والثلج يتساقط بشكل هاديء جدا، اجتاح قلبي احساس بالراحة الغير منتهية، احساس لم اعرفه من قبل، شيء ما بين السلام، والهدوء والامان، انها رحمة من الله علينا، كل هذا حدث خلال ثواني معدودة، لم استطع ان اقاوم الهدوء في المنزل، صرخت ببنت خالتي النائمة في السرير المجاور لسريري..:" استيقطي بسرعة..ثلج ثلج"، ذهبت بسرعة الى غرفة والدي لآخبرهم، دخلت وبسرعة توجهت للشبابيك وسحبت الستائر، أمي استيقظت تسأل بقلق " شنو الي صاير خير؟؟" ..ووجهت انظارها للمنظر..
الحمدلله، لن نبقى نتمنى ان نرى منظر الثلج المتساقط كما يحدث في شمال العراق او بلدان اخرى مثل سوريا ولبنان، او الدول الاوربية، جاء الثلج الينا، واخيرا تحققت واحدة من امنيات الكثير منا، الكل مستغرب ويشعر بسعادة وكأن معجزة حصلت للعراق، اتمنى ان تكون هذه سنة خير وامان وسلام وهدوء على الجميع يارب، وتكون كل ايامنا بيضاء كبياض الثلج..