حياة ما بعد التخرج حياة جديدة، يحس الانسان بيها وكأنما شخص ثاني، شخصيا احس بنفسي كبرت، او مسؤولياتي بحياتي اختلفت، لازم اخطي خطوة ثانية تحدد مستقبلي، حياة الطالبة الجامعية والعلاقات الاجتماعية والامتحانات والدراسة والاساتذة والاصدقاء كلها انتهت وبديت اشوفها بأطار ثاني مختلف عن نظرتي قبل التخرج، صدك احس بنفسي اكبر، هو الاحساس هذا حلو، بس لكوني جنت دائما اتمنى ان ابقى بمرحلة معينة من العمر(ولو هو شي مستحيل ومو منطقي) لان تكون ايامها واحداثها مميزة بالنسبة الي، بعدني اكون ما بين فرحانة لوصولي لهذي المرحلة والحمدلله بتفوق، وكوني واثقة من الي اكدر اسوي واحققه حتى اعيش بشكل اني اكون بي راضية عن نفسي واكون عد حسن ظن كل الي يعرفوني، وما بين خايفة من المسؤولية الي راح تكون علية بالمستقبل الجاي.
العطلة الي فاتت جانت حلوة كلش بالنسبة الي، كدرت اسافر واطلع، والتقيت بوحدة من اعز صديقاتي واقربهم لشخصيتي، واكدر احجي وياها واتناقش واتفلسف على راحتي واعرفها تفهمني مثل ما تفهم نفسها، جانت السفرة هذي فرصة الي حتى اشوفها، اعتبرها ملاك واجاني من السما لان صدك تعرف شلون تخليني استرسل بأفكاري واحجي الي بداخلي الها بعفوية ودائما اطلع بنتيجة حلوة بنهاية النقاش وياها. للاسف جنا نحس اني وياها انو دورنا بالحياة انتهى، خاصة تخرجت وبعد ما عندي شي اسوي بحياتي، جنت متعودة على الدراسة، واكو شي يدفعني ويشجعني ان اقرأ واطور نفسي اكثر باللغة الفرنسية واتخرج واني عندي لغة ما اكول مضبوطة مية بالمية بس في تحسن دائم، بس من رجعت من سوريا وتذكرت كلام صديقتي، فكرت، كلت دوري ما انتهى لهنا، اكو بعد حياة، مستقبل، بغض النظر عن كل الظروف الي تصير بالعراق والي هواية تحد من امكانياتنا بتحقيق طموحنا، بس الحياة لازم تستمر، ما اكدر اخلي ايدي على خدي وانتظر لحد ما تتحسن الظروف، ولا اكدر العن الحظ الي وصل العراق لهذي المرحلة، لازم اسوي شي لنفسي، لازم اطلع من هاي الفقاعة الي اني بيها، ظروف مناسبة اولا، اني لازم اشتغل على نفسي، لازم احقق انجاز مهم على الاقل اني اشوفه مهم بالنسبة الي، ما يصير اخذ الشهادة واكعد، مو هذي شخصيتي الي اعرفها، ولا اكو من يمنعني ويفرض علية شروط بأن اتوقف لهذا الحد، على الاقل اني تخرجت، اخذت شهادتي، بينما صديقتي لحد الان ما كدرت تكمل دراستها بسبب ظروفهم الخاصة وسفرهم خارج العراق، رجعت من سوريا وكلي امل ان اتخذ هيجي قرار، وفكرت بصديقتي الي ما توفرت الها فرصة اكمال الدراسة، وبقلبي الها كل يوم دعوة من الله بأن تحقق طموحها وتكمل دراستها وتحس بنفسها كملت مرحلة جديدة واكو بحياتها انجاز، مو حلو الشعور بالاحباط، لازم نحاول ونحاول ونتشجع انو ما نخاف من المسؤولية ولا نخاف من الاختلاط بمجتمع العمل، لان اكيد الناس الي ممكن التقيهم بالعمل يكونون مختلفين بأخلاقهم، بتفكيرهم، بتصرفاتهم، بنظرتهم للمقابل عن الي عشت وياهم اربع سنوات بالكلية، كل الي جنت احتاجه ان اشجع نفسي واخلي كدامي هدف انو لازم اطلع من الي اني بي، لازم ابدي مرحلة جديدة واخلي مبدأ الانجاز كدام عيوني، المهم احاول، استكشف، وامر بتجارب بالشغل ووية الناس، راح يساعدني هذا الشي ان يكون عندي امل مرة ثانية بخصوص حياتي العملية، وان ابقى مثل ما اني نشيطة لان كعدة البيت تسبب الاحباط.
راح ابدي رحلة البحث عن الوظيفة، ولو المسألة مو هينة، بس لازم احاول، وان شاء الله الله يوفقني ...